خرج ياسر من مكتب الدكتور وهو ممسك نفسه من الغضب خوفاً من أن ينفجر في وجه الدكتور ..فيخسر مستقبله بالكلية .. و ما إن خرج حتى ألقى بحقيبته التي يحملها على ظهره على الأرض بعصبية .. و ضيق شديدين .. و زفر زفرة عالية .. تنبهت مروة زميلته المحجبة و المتفوقة جداً إلى الحالة التي هو عليها .. فتظاهرت أمام باقي زملائهما بالاستئذان منهم بابتسامة ..و لحقت به ..
مروه بود وأدب : في إيه؟ مالك يا ياسر ؟؟
ياسر بعصبية : راجل غبي ..
مروه بتساؤل و إشفاق : قطع لك اللوحة تاني برضه ..؟
ياسر بانفعال: أنا زهقت خلاص بفكر أغير التخصص كله علشان أخلص من رذالته ..
مروه باندفاع : لأ..
نظر إليها باندهاش!!
عدلت وضع النظارة الطبية التي ترتديها على وجهها بنوع من التظاهر بعدم الارتباك ثم واصلت حديثها ..بأسلوبها الرقيق المهذب المعتاد : ده مستقبلك يا ياسر ..مش معقول تغير مستقبلك لمجرد خلاف بينك و بين دكتور المادة ..و بعدين أنت بتحب التخصص ده ..و أنت فعلاً شاطر فيه ..
و بعدين هو أنت فاكر أن الأقسام الثانية يعني حتلاقي فيها ملائكة ..ما أنت حتلاقي برضه نوعيات دكتور عادل ..
ثم تبتسم بود و أدب قائلة : على العموم ..أنا مستعدة ..أقعد معك في المكتبة و أساعدك ..فيها .. و ممكن نراجع حسابات الرسم سوياً.. يمكن في غلط ..أنت بتقع فيه كل مرة من غير ما تنتبه ولا حاجة ..
ياسر بابتسامة بعد أن تخلص من انفعاله قليلاً : شكرا يا مروة..أنا ..أنا مش عارف أقول لك إيه ..أنا لو.. لي أخت معي في الدفعة مش حتعمل معي اللي بتعمليه ..
مطت مروة شفتيها بنوع من الاستياء الغامض ....ثم أردفت : طيب حتيجي أشرح لك دلوقتي ؟
يرفع حاجبيه بتفكر : لا ..أنا تعبان قوي .. وفي حاجة مهمة لازم أعملها دلوقتي .. مش عايزة مني حاجة ..؟
مروة بشجن غامض : شكراً ..
ياسر بابتسامة : طيب ..أشوفك يوم السبت بقه ..سلام ..
في غرفة ياسر ..بعد أن أغلق الباب ..
انخرط ياسر في كتابة ما حدث اليوم ليارة على الكومبيوتر ..و بعد أن قرأ بعض عبارات المواساة الرقيقة منها ..
ظل صامتاً لبرهة من الوقت .. بدا عليه خلالها التفكير العميق ..ثم كتب لها :
"اسمعي بقه ..أنا لازم أشوفك ..أنا تعبت خلاص .. أنا عليّ ضغط من كل الاتجاهات ..وأنت الحاجة الوحيدة الحلوة في حياتي ..اللي بتخفف عني دراستي الصعبة المرهقة.. وأنا صابر من 4 شهور من يوم ما تعرفنا ..وأنت عماله ترفضي أي اتصال مباشر بيننا ..أو مقابله ..
بس المرة دي ..أنا مصمم ..جداً ..أنا يا قاتل يا مقتول .. حشوفك يعني حشوفك ..أنت فاهمة "
كان الرد كالآتي :
" يا ياسر مش معقولة شغل العيال بتاعك ده ..قلت لك مئة مرة ما ينفعش تشوفني ..ما أقدرش "
يضغط ياسر على مفاتيح لوحة المفاتيح الخاصة بالجهاز بعنف حتى يكاد يكسرها وهو يكتب بسرعة شديدة :
" اسمعي بقه ..أنا زهقت خلاص .. يعني إيه ما ينفعش أشوفك ..ما تقدريش ..أنت فاكره نفسك بتلعبي game على النت ..
ولا أنت عايزة تفضلي معلقاني ..بحبال دايبة كده علشان وقت ما تحبي تنسحبي ..لا ألقاك ثانية.. لا يا شاطرة أنا مش حستناكي أما تسيبيني .. والله العظيم لو ما قابلتيني .. ما حكلمك تاني أبداً .. أنت فاكراني إيه ..أنا حواليه مئة واحدة غيرك يتمنوني .. وبإشارة مني ممكن أكون علاقة عاطفية مع أي واحدة منهم ..و حتقدر تخليني أنساك أكيد "
ظلت الفتاة صامتة لبعض الوقت دون أن تصله إجابة ..حتى كاد يجن جنونه ..إذ اعتقد أنها ربما تكون قد غضبت منه ..وقررت قطع علاقتهما القوية الملتهبة ..وهم بأن يسارع باسترضائها ..لكنه قبل أن يفعل ذلك جاءه الرد:
" أنا مش ح حاسبك على اللي قلته علشان عارفه أنك متنرفز ..وانك بتقول كده من شدة حبك لي .. و علشان أثبت لك أني بحبك بجد ....
أنا حقابلك .. …. النهاردة على الساعة 6 بعد العصر كده ..في كافيتريا.. تريانو ..اللي في مدينة نصر..
بس بشرط .. أنا مش ضامنة إني أقدر آتي في الميعاد اللي حددته لك بالضبط ..لأن ده حيتوقف على أن بابا يخرج للشغل بتاعه بعد الظهر بدري ..و أن أخويا الكبير كمان يخرج يسهر مع اصحابه زي العادة في نهاية الأسبوع ..وأول ما يخرجوا هما الاثنين ح أجيلك على طول .. فلو تأخرت شوية ..ابق استناني .. حتى لو تأخرت لساعة او اثنين .."
شعر ياسر انه غير مصدق نفسه ..فكتب لها بذهول شديد :
" يارا !! أنت بتتكلمي جد ..ولا دي حركة عاملاها فيه ؟؟"
فجاءه الرد :
" يووه أنت لا كده عاجبك ..ولا كده عاجبك ..قلت لك جاية..يعني جاية ..استناني بس و ما تقلقش "
ياسر :
" أيوه بس حعرفك إزاي .أنت ناسية أن عمرنا ماشفنا بعض"
يارا :
"آآههه صحيح ..طيب اسمع أنا حجيب معايا بوكيه ورد كبير كل الورد اللي فيه أحمر و بس ..و أضعه أمامي على الترابيزه أول ما أقعد .. باي بقه لحسن بابا وصل حالاً "
أغلق ياسر جهاز الكومبيوتر ..وقد ارتسمت على وجهه سعادة الدنيا كلها ..و بلا وعي صاح ..بسعادة : ياااهوووووووووووووو
تنبه على باب الغرفة يفتح ..عليه ..
الأم بذهول : بسم الله الرحمن الرحيم!!..مالك يا ياسر؟؟ جرى لك حاجه يا بني ؟؟
ياسر بنشوة شديدة : لا يا أحلى ست في الدنيا كلها ..أنا كويس أهه .. أنا زي الفل أهه..
الأم بابتسامة : طيب يا بني ربنا يبسطك كمان و كمان ..تعال بقه علشان نتغدى .. بابا وصل ..و كلهم .. مستنينك على السفرة بره ..
ياسر بلهجة مميزة كأنه يتحدث إلى شخص آخر غير الأم : وأنا جاي …وأنا أقدر ..ما أجيش ..!!!!
مروه بود وأدب : في إيه؟ مالك يا ياسر ؟؟
ياسر بعصبية : راجل غبي ..
مروه بتساؤل و إشفاق : قطع لك اللوحة تاني برضه ..؟
ياسر بانفعال: أنا زهقت خلاص بفكر أغير التخصص كله علشان أخلص من رذالته ..
مروه باندفاع : لأ..
نظر إليها باندهاش!!
عدلت وضع النظارة الطبية التي ترتديها على وجهها بنوع من التظاهر بعدم الارتباك ثم واصلت حديثها ..بأسلوبها الرقيق المهذب المعتاد : ده مستقبلك يا ياسر ..مش معقول تغير مستقبلك لمجرد خلاف بينك و بين دكتور المادة ..و بعدين أنت بتحب التخصص ده ..و أنت فعلاً شاطر فيه ..
و بعدين هو أنت فاكر أن الأقسام الثانية يعني حتلاقي فيها ملائكة ..ما أنت حتلاقي برضه نوعيات دكتور عادل ..
ثم تبتسم بود و أدب قائلة : على العموم ..أنا مستعدة ..أقعد معك في المكتبة و أساعدك ..فيها .. و ممكن نراجع حسابات الرسم سوياً.. يمكن في غلط ..أنت بتقع فيه كل مرة من غير ما تنتبه ولا حاجة ..
ياسر بابتسامة بعد أن تخلص من انفعاله قليلاً : شكرا يا مروة..أنا ..أنا مش عارف أقول لك إيه ..أنا لو.. لي أخت معي في الدفعة مش حتعمل معي اللي بتعمليه ..
مطت مروة شفتيها بنوع من الاستياء الغامض ....ثم أردفت : طيب حتيجي أشرح لك دلوقتي ؟
يرفع حاجبيه بتفكر : لا ..أنا تعبان قوي .. وفي حاجة مهمة لازم أعملها دلوقتي .. مش عايزة مني حاجة ..؟
مروة بشجن غامض : شكراً ..
ياسر بابتسامة : طيب ..أشوفك يوم السبت بقه ..سلام ..
في غرفة ياسر ..بعد أن أغلق الباب ..
انخرط ياسر في كتابة ما حدث اليوم ليارة على الكومبيوتر ..و بعد أن قرأ بعض عبارات المواساة الرقيقة منها ..
ظل صامتاً لبرهة من الوقت .. بدا عليه خلالها التفكير العميق ..ثم كتب لها :
"اسمعي بقه ..أنا لازم أشوفك ..أنا تعبت خلاص .. أنا عليّ ضغط من كل الاتجاهات ..وأنت الحاجة الوحيدة الحلوة في حياتي ..اللي بتخفف عني دراستي الصعبة المرهقة.. وأنا صابر من 4 شهور من يوم ما تعرفنا ..وأنت عماله ترفضي أي اتصال مباشر بيننا ..أو مقابله ..
بس المرة دي ..أنا مصمم ..جداً ..أنا يا قاتل يا مقتول .. حشوفك يعني حشوفك ..أنت فاهمة "
كان الرد كالآتي :
" يا ياسر مش معقولة شغل العيال بتاعك ده ..قلت لك مئة مرة ما ينفعش تشوفني ..ما أقدرش "
يضغط ياسر على مفاتيح لوحة المفاتيح الخاصة بالجهاز بعنف حتى يكاد يكسرها وهو يكتب بسرعة شديدة :
" اسمعي بقه ..أنا زهقت خلاص .. يعني إيه ما ينفعش أشوفك ..ما تقدريش ..أنت فاكره نفسك بتلعبي game على النت ..
ولا أنت عايزة تفضلي معلقاني ..بحبال دايبة كده علشان وقت ما تحبي تنسحبي ..لا ألقاك ثانية.. لا يا شاطرة أنا مش حستناكي أما تسيبيني .. والله العظيم لو ما قابلتيني .. ما حكلمك تاني أبداً .. أنت فاكراني إيه ..أنا حواليه مئة واحدة غيرك يتمنوني .. وبإشارة مني ممكن أكون علاقة عاطفية مع أي واحدة منهم ..و حتقدر تخليني أنساك أكيد "
ظلت الفتاة صامتة لبعض الوقت دون أن تصله إجابة ..حتى كاد يجن جنونه ..إذ اعتقد أنها ربما تكون قد غضبت منه ..وقررت قطع علاقتهما القوية الملتهبة ..وهم بأن يسارع باسترضائها ..لكنه قبل أن يفعل ذلك جاءه الرد:
" أنا مش ح حاسبك على اللي قلته علشان عارفه أنك متنرفز ..وانك بتقول كده من شدة حبك لي .. و علشان أثبت لك أني بحبك بجد ....
أنا حقابلك .. …. النهاردة على الساعة 6 بعد العصر كده ..في كافيتريا.. تريانو ..اللي في مدينة نصر..
بس بشرط .. أنا مش ضامنة إني أقدر آتي في الميعاد اللي حددته لك بالضبط ..لأن ده حيتوقف على أن بابا يخرج للشغل بتاعه بعد الظهر بدري ..و أن أخويا الكبير كمان يخرج يسهر مع اصحابه زي العادة في نهاية الأسبوع ..وأول ما يخرجوا هما الاثنين ح أجيلك على طول .. فلو تأخرت شوية ..ابق استناني .. حتى لو تأخرت لساعة او اثنين .."
شعر ياسر انه غير مصدق نفسه ..فكتب لها بذهول شديد :
" يارا !! أنت بتتكلمي جد ..ولا دي حركة عاملاها فيه ؟؟"
فجاءه الرد :
" يووه أنت لا كده عاجبك ..ولا كده عاجبك ..قلت لك جاية..يعني جاية ..استناني بس و ما تقلقش "
ياسر :
" أيوه بس حعرفك إزاي .أنت ناسية أن عمرنا ماشفنا بعض"
يارا :
"آآههه صحيح ..طيب اسمع أنا حجيب معايا بوكيه ورد كبير كل الورد اللي فيه أحمر و بس ..و أضعه أمامي على الترابيزه أول ما أقعد .. باي بقه لحسن بابا وصل حالاً "
أغلق ياسر جهاز الكومبيوتر ..وقد ارتسمت على وجهه سعادة الدنيا كلها ..و بلا وعي صاح ..بسعادة : ياااهوووووووووووووو
تنبه على باب الغرفة يفتح ..عليه ..
الأم بذهول : بسم الله الرحمن الرحيم!!..مالك يا ياسر؟؟ جرى لك حاجه يا بني ؟؟
ياسر بنشوة شديدة : لا يا أحلى ست في الدنيا كلها ..أنا كويس أهه .. أنا زي الفل أهه..
الأم بابتسامة : طيب يا بني ربنا يبسطك كمان و كمان ..تعال بقه علشان نتغدى .. بابا وصل ..و كلهم .. مستنينك على السفرة بره ..
ياسر بلهجة مميزة كأنه يتحدث إلى شخص آخر غير الأم : وأنا جاي …وأنا أقدر ..ما أجيش ..!!!!
يتبع فى الحلقة القادمة...
دينا الشبراوي
التسميات: قصص اجتماعية شبابية
1 Comment:
-
- غير معرف said...
٢٧ يونيو ٢٠٠٨ في ١٢:٤٨ صya gama3a leh el 7al2at beta3tko beteta5ar keda yala ektebo el 7al2a el gaya ba2aaaaaaaaaa
رسالة أحدث رسالة أقدم الصفحة الرئيسية
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)