13 رمضان

*رمضان غيرني*


قال تعالى : ( إن الله لا يغيّر ما بقوم حتى يغيّروا ما بأنفسهم )

تغيير (1)
عمر بن عبد العزيز .. الخليفة العادل .. وضع خططا لحلم ظل يراوده وسعى له حتى تحقق .. يقول :في شبابي تاقت نفسي إلى فاطمة بنت عبد الملك .. فتزوجتها .. ثم تاقت نفسي إلى إمارة المدينة المنورة فتوليتها .. ثم تاقت نفسي إلى الخلافة .. فحزتها .. ثم تاقت نفسي إلى الجنة .. فأنا أسأل الله أن يرزقنيها .
وهو لما حلم بهذه الأمور ربطها بعمل جاد دؤوب مستمر ..

تغيير (2)
كان العبد الصالح عبد العزيز بن أبي روّاد رحمه الله يُفرش له فراشه لينام عليه بالليل ، فكان يضع يده على الفراش فيتحسسه ثم يقول : ما ألينك !! ولكن فراش الجنة ألين منك!! ثم يقوم إلى صلاته.

يا رجال الليل جدوا ** رب داع لا يـرد
ما يقوم الليــل إلا ** من له عزم وجد
ليس شيء كصلاة ** الليل للقبر يعــــد

تغيير (3)
كنت مدمنة .. فأقلعت !
البندري ( 18 سنة ، جامعة الإمام محمد بن سعود ) نعم فقد كنت مدمنة مسلسلات وأفلام ، لكن رمضان ساعدني على تركها .. والفضل لله ثم لمدرستي الغالية جزاها الله خيراً .

عندما كنت في الثانوية العامة كان لدينا مدرسة صالحة يحبها الجميع ، وبحكم أني متفوقة كانت تحبني وتمتدحني دائماً مما جعل لها مكانة خاصة في قلبي .

وذات مرة وفي رمضان علمت بالصدفة مقدار إدماني على متابعة المسلسلات والأفلام وعدم قدرتي على تركها ، فتفاجأت وقالت : ( لم أتصور أن تكوني أنتِ .. أنتِ .. العاقلة الذكية .. الخلوقة .. هكذا ! .. كنت أعتقد أنك قوية الإرادة .. شديدة العزيمة .. لا ضعيفة منقادة .. ! لقد صغرت في نظري كثيراً للأسف ! ) .
فشعرت بالخجل من نفسي ، لكنها تابعت مخاطبة الجميع : ( كيف تواجهون ربكم بالصلاة والصيام والدعاءوأنتم تواجهونه بنفس اليوم بالانشغال بتوافه الأمور بينما مصاحفكم على الأرفف تنتظر من يقرأها ؟! .. أي صيام هذا وأي قيام تنتظرون أجره وأنتم مشغولون في شهر الطاعة بفتنة التلفاز والمسلسلات ؟! ) ثم شرحت لنا طريقة عملية لترك مشاهدة التلفاز بالانشغال بأشياء مفيدة ، وأعطتنا جدولاً لتنظيم يومنا في رمضان دون مشاهدة التلفاز .

وفعلاً بدأت في تطبيق هذا الجدول وتحديت نفسي لترك التلفاز رغم تعلقي الشديد به وميل نفسي إليه كلما سمعت صوته .
وشيئاً فشيئاً بدأت أشعر بتغير في حياتي ، وشعرت بطمأنينة ورضا أكبر عن نفسيواستمريت في تركه إلى الآن ولله الحمد .

أحبائي :
و يأتي رمضان كل عام, وينتظره المسلمون بكل لهفة وشوق عارم وبهجة..
رمضان شهر تربوي, حيوي, تفاعلي, تلاحمي..
شهر التغيير ..والتغيير للافضل هدف وغاية الكثير فقد سمعنا بمن بدا تجارته من الصفر .. حتى تحول في غضون أعوام إلى مليونير ..ومن كان له جسد ثقيل تنوء عظامه بحمل المئات من الكيلو غرامات .. كيف أذابها تحت حرارة العزيمة والإرادة الصامدة .
ولكن هنا التغيير .. غير .. تغيير لهدف إيماني.. فرمضان هو شهر انتصار الإنسان, بكل ما تعني هذه الكلمة من معنى.

انتصار على الشيطان
انتصار على الشهوات
انتصار على السيئات
انتصار على كل شر على الارض.

رمضان فرصة لتغيير شخصياتنا إلى الأفضل, لتحويلها إلى شخصية ودودة أكثر اجتماعية, وأكثر تدينا, وأكثرتلاحما وترابطا مع أفراد الأسرة بل والمجتمع والأمة بأسرها ...رمضان شهر الجود, وطيب النفس, ليس شهر الخمول والتكاسل وضيق الصدر والتضجر من كل شيء..!

إذن حبيبتي ان كنتِ معي في كل ما سبق هات يدك لنخرج (التواكلية والتكاسلية) من أذهاننا, وأفعالنا..ولنستغل رمضان كما ينبغي له أن يستغل ..

إذن السؤال المطروح الآن هو: هل فكرتِ أختي الحبيبة أن تجعلي رمضان هذه السنة شيئا مختلفاً..؟!

** اللهم أعنا على جهاد أنفسنا **

0 Comments:

Post a Comment



رسالة أحدث رسالة أقدم الصفحة الرئيسية